(١٠/١١)
والمسهلة ألفاً، وورش وابن كثير بتسهيل الثانية من غير إدخال، والباقون بتحقيقهما من غير إدخال.
ولما ذكر كفرهم بالبعث وغيره عطف على تكفرون قوله تعالى: ﴿وتجعلون﴾ أي: مع هذا الكفر ﴿له أنداداً﴾ من الخشب المنجور ومن الحجر المنحوت شركاء في المعبودية ولما بكَّتهم على قبح معتقدهم عظَّم ذلك بتعظيم شأنه سبحانه فقال تعالى: ﴿ذلك﴾ أي: الإله العظيم ﴿رب العالمين﴾ أي: موجدهم ومربيهم وذلك يدل قطعاً على جميع ما له من صفات الكمال.
ولما ذكر تعالى ما هم به مقرون من إبداعها أتبعه بثلاثة أنواع من الصنع العجيب والفعل البديع بعد ذلك: فالأول: قوله تعالى:
﴿وجعل فيها رواسي﴾ أي: جبالاً ثوابت، وهو مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الموصول للفصل بينهما بأجنبي وهو قوله تعالى: ﴿وتجعلون﴾ فإنه معطوف على لتكفرون كما مر، فإن قيل: ما الفائدة في قوله تعالى: ﴿من فوقها﴾ ولم يقتصر على قوله: ﴿وجعل فيها رواسي﴾ كما اقتصر على قوله تعالى: ﴿وجعلنا فيها رواسي شامخات﴾ (المرسلات: ٢٧)
وقوله تعالى: ﴿وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم﴾ (فصلت: ١٠)
وقوله تعالى: ﴿وجعل فيها رواسي﴾؟ أجيب: بأنه تعالى لو قال وجعل لها رواسي من تحتها لأوهم ذلك أن تلك الأساطين التحتانية هي التي أمسكت هذه الأرض الثقيلة عن النزول، ولكنه تعالى قال: جعلت هذه الجبال الثقال فوق الأرض ليرى الإنسان بعينه أن الأرض والجبال الثقال على أثقال، وكلها مفتقرة إلى ممسك وحافظ، وما ذاك الحافظ المدبر إلا الله تعالى.
(١٠/١٢)


الصفحة التالية
Icon