وقيل: هما إبليس وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه، لأن الكفر سنه إبليس، والقتل بغير حق سنه قابيل، فهما سنا المعصية، وقرأ ابن كثير والسوسي، وابن عامر وشعبة بسكون الراء من أرنا، واختلس الدوري كسر الراء، وكسرها الباقون، وشدد ابن كثير النون من اللذين ﴿نجعلهما تحت أقدامنا﴾ في النار إذلالاً لهما كما جعلانا تحت أمرهما ﴿ليكونا من الأسفلين﴾ قال مقاتل: أسفل منافي النار، وقال الزجاج: ليكونا في الدرك الأسفل من النار أي: من أهل الدرك الأسفل وممن هودوننا كما جعلانا كذلك في الدنيا في حقيقة الحال باتباعنا لهما، وقال بعض الحكماء: المراد باللذين أضلانا: الشهوة والغضب، والمراد بجعلهما تحت أقدامهم: كونهما مسخرين للنفس مطيعين لها وأن لا يكونا مستوليين عليها ظاهرين عليها.
(١٠/٣٦)
ولما ذكر تعالى الوعيد أردفه بذكر الوعد كما هو الغالب فقال تعالى:
﴿إن الذين قالوا﴾ أي: قولاً حقيقياً مذعنين به بالجنان وناطقين باللسان تصديقاً لداعي الله تعالى في الدنيا ﴿ربنا﴾ أي: المحسن إلينا ﴿الله﴾ أي: المختص بالجلال والإكرام وحده لا شريك له، وثم في قوله تعالى: ﴿ثم استقاموا﴾ لتراخي الرتبة في الفضيلة فإن الثبات على التوحيد ومصححاته إلى الممات أمر في علو رتبته لا يرام إلا بتوفيق ذي الجلال والإكرام.
(١٠/٣٧)


الصفحة التالية
Icon