(١٠/٤٩)
﴿من عمل صالحاً﴾ أي: كائناً من كان ﴿فلنفسه﴾ أي: فنفع عمله لها لا لأحد يتعداها والنفس فقيرة إلى التزكية بالأعمال الصالحة لأنها محل النقائص فلذا عبر بها ﴿ومن أساء﴾ في عمله ﴿فعليها﴾ أي: على نفسه خاصة ليس عليك منه شيء فخفف عن نفسك إعراضهم فإنهم إن آمنوا فنفع إيمانهم يعود إليهم، وإن كفروا فضرر كفرهم يعود إليهم، والله سبحانه وتعالى يوصل إلى كل أحد ما يليق به من الجزاء ﴿وما ربك﴾ أي: المحسن إليك بإرسالك لتتميم مكارم الأخلاق ﴿بظلام﴾ أي: بذي ظلم ﴿للعبيد﴾ أي: هذا الجنس فلا يتصور أن يقع ظلم لأحد منهم أصلاً لأن له الغنى المطلق والحكمة البالغة.
(١٠/٥٠)
﴿إليه﴾ أي: المحسن إليك لا إلى غيره ﴿يرد علم الساعة﴾ أي: لا سبيل إلى معرفة وقت ذلك اليوم ولا يعلمه إلا الله، وكذا العلم بحدوث الحوادث المستقبلة في أوقاتها المعينة ليس إلا عند الله، ثم ذكر من أمثلة هذا الباب مثالين:
(١٠/٥١)
أحدهما قوله تعالى: ﴿وما تخرج من ثمرات﴾ أي: في وقت من الأوقات، وقرأ نافع وابن عامر وحفص بألف بعد الراء جمعاً، والباقون بغير ألف إفراداً وقوله تعالى: ﴿من أكمامها﴾ جمع كم وكمامة، قال البقاعي تبعاً للزمخشري: بالكسر فيهما وهو وعاء الطلع وكل ما غطى على وجه الإحاطة شيئاً من شأنه أن يخرج فهو كم، وقال الراغب: الكم ما يغطي البدن من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه أكمام وهذا يدل على أنه مضموم الكاف أو جعله مشتركاً بين كم القميص وكم الثمرة، ولا خلاف في كم القمص أنه بالضم فيجوز أن يكون في وعاء الثمرة لغتان دون كم القميص جمعاً بين القولين.