شنئ
(١٠/٧٤)
الفاسقين غضب لله تعالى وغضب الله تعالى له، فقام الرجل وقبل رأسه.
﴿وأمرت﴾ أي: ممن له الأمر كله ﴿لاعدل﴾ أي: لأجل أن أعدل ﴿بينكم﴾ أيها المفترقون في الأديان من العرب والعجم من الأنس والجن، ثم علل ذلك بقوله ﴿الله﴾ أي: الذي له الملك كله ﴿ربنا وربكم﴾ أي: موجدنا ومتولي جميع أمورنا فلهذا أمرنا بالعدل على سبيل العموم لأن الكل عباده.
﴿لنا أعمالنا﴾ خاصة بنا لا تعدونا إلى غيرنا ﴿ولكم أعمالكم﴾ خاصة بكم لا تعدوكم إلى غيركم فكل مجازى بعمله ﴿لا حجة﴾ أي: لا خصومة ﴿بيننا وبينكم﴾ وهذا قبل أن يؤمر بالجهاد كما قاله الجلال المحلي، وقال ابن الخازن: هذه الآية منسوخة بآية القتال وكذا قال البغوي، ولكن قال البيضاوي: وليس في الآية من يدل على متاركته رأساً حتى تكون منسوخة بآية القتال ﴿الله﴾ أي: الذي هو أحكم الحاكمين ﴿يجمع بيننا﴾ أي: في الميعاد لفصل القضاء ﴿وإليه﴾ أي: لا إلى غيره ﴿المصير﴾ أي: المرجع حساً ومعنىً، لتمام عزته وشمول عظمته.
(١٠/٧٥)
﴿والذين يحاجون في الله﴾ أي: يوردون تشكيكاً في دين الملك الأعظم ليعيدوا الناس بعدما دخلوا في نور الهدى إلى ظلام الضلال ﴿من بعد ما استجيب له﴾ أي: استجاب الله تعالى لرسوله ﷺ فأظهر دينه على الدين كله قال قتادة: هم اليهود قالوا: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم فهذه خصومتهم وتشكيكهم، أو من بعد ما استجاب للرسول ﷺ الناس فأسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزته.
(١٠/٧٦)