فائدة: روي: «أن رجلاً سأل النبي ﷺ بصوت جهوري في بعض أسفاره فناداه: يا محمد، فقال له ﷺ نحواً من صوته: هاؤم فقال: متى الساعة؟ فقال له ﷺ ويحك إنها كائنة فما أعددت لها، فقال: حب الله تعالى وحب رسوله، فقال: أنت مع من أحببت». والغرض أنه لم يجبه عن وقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها ومن أحب الله تعالى ورسوله فعل ما أَمرا به واجتنب ما نهيا عنه، فهي المحبة الكاملة نسأل الله الكريم من فضله أن يوفقنا وأحبابنا لطاعته واجتناب معاصيه ﴿إلا إن الذين يمارون﴾ أي: يخاصمون ويجادلون ﴿في الساعة﴾ أي: القيامة وما تحتوي عليه ﴿لفي ضلال﴾ أي: ذهاب حائد عن الحق ﴿بعيد﴾ جداً عن الصواب فإن لها من الأدلة الظاهرة ما ألحقها بالمحسوسات، كما قال القائل لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً.
ولما أنزل الله عليهم الكتاب المشتمل على هذه الدلائل اللطيفة، كان ذلك من لطف الله تعالى بعباده كما قال عز من قائل:
(١٠/٧٩)


الصفحة التالية
Icon