﴿والذين استجابوا﴾ أي: أوجدوا الإجابة لما لهم من العلم الهادي إلى سبيل الرشاد ﴿لربهم﴾ أي: الداعي لهم إلى إجابة إحسانه إليهم، قال الرازي: المراد من هذا تمام الانقياد، فإن قيل: أليس أنه لما جعل الإيمان فيه شرطاً قد دخل في الإيمان إجابة الله تعالى؟ أجيب: بأنه يحمل هذا على الرضا بقضاء الله تعالى من صميم القلب وأن لا يكون في قلبه منازعة، الصفة الخامسة: قوله سبحانه وتعالى: ﴿وأقاموا﴾ أي: أداموا ﴿الصلاة﴾ الواجبة ﴿وأمرهم﴾ أي: كل ما ينوبهم مما يحوجهم إلى تدبير ﴿شورى بينهم﴾ أي: يتشاورون فيه مشاورة عظيمة مبالغين بما لهم من قوة الباطن ولا يعجلون في أمورهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور، الصفة السادسة، قوله تعالى: ﴿ومما رزقناهم﴾ أي: أعطيناهم بعظمتنا من غير حول منهم ولا قوة ﴿ينفقون﴾ أي: يديمون الإنفاق في سبيل الله تعالى كرماً منهم، وإن قل ما بأيديهم اعتماداً على فضل الله تعالى لا يقبضون أيديهم كالمنافقين.
﴿والذين إذا أصابهم البغي﴾ أي: وقع بهم وأثر فيهم وهو التمادي على الرمي بالشر ﴿هم ينتصرون﴾ أي: ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه، كما قال تعالى:
(١٠/١٠٥)


الصفحة التالية
Icon