(١٠/١١٣)
شكر فكان خيراً، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيراً».
ولما ذكر تعالى إذاقة الإنسان الرحمة وإصابته بعدها السيئة أتبع ذلك بقوله تعالى:
﴿لله﴾ أي: الملك الأعظم وحده ﴿ملك السموات﴾ كلها على علوها وتطابقها وكبرها وعظمها وتباعد أقطارها ﴿والأرض﴾ جميعها على تباينها وتكاثفها واختلاف أقطارها وسكانها واتساعها ﴿يخلق﴾ أي: على سبيل التجدد والاختيار والاستمرار ﴿ما يشاء﴾ وإن كان على غير اختيار العباد لئلا يغتر الإنسان بما ملكه من المال والجاه، بل إذا علم أن الكل ملك لله وملكه وإنما حصل له ذلك القدر إنعاماً من الله تعالى عليه فيصير ذلك حاملاً له على مزيد الطاعة.
ثم ذكر من أقسام تصرفه تعالى في العالم أنه يخص بعض الناس بالأولاد الإناث والبعض بالذكور والبعض بهما والبعض محروم من الكل كما قال تعالى: ﴿يهب﴾ أي: يخلق ﴿لمن يشاء﴾ أولاداً ﴿إناثاً﴾ فقط ليس معهن ذكر ﴿ويهب لمن يشاء الذكور﴾ فقط ليس معهم أنثى، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: بتسهيل الهمزة الثانية كالياء وتبدل أيضاً واواً خالصة، والباقون بتحقيقهما وفي الابتداء الجميع بالتحقيق، وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة ألفاً مع المد والتوسط والقصر ولهما أيضاً تسهيلها مع المد والقصر والروم والإشمام.
﴿أو يزوجهم﴾ أي: الأولاد فيجعلهم أزواجاً أي: صنفين حال كونهم ﴿ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً﴾ أي: لا يولد له.
(١٠/١١٤)


الصفحة التالية
Icon