واضرب بفتح الباء أصله اضربن بنون التوكيد الخفيفة فحذفت النون وحركت الباء بالفتح، والطارق ما يطرق بالليل والقونس: منبت شعر الناصية وهو عظمٌ نابت بين أذني الفرس، ثانيها: أنه منصوب على الحال أي: صافحين ثالثها أن يكون مفعولاً من أجله وقيل غير ذلك ﴿أن﴾ أي: أنفعل ذلك لأن ﴿كنتم قوماً مسرفين﴾ أي: مشركين لا نفعل ذلك وهو في الحقيقة علة مقتضية لترك الإعراض، وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر الهمزة على أن الجملة شرطية مخرجة للمحقق ومخرج المشكوك استجهالاً لهم وما قبلها دليل الجزاء، وقرأ الباقون بفتحها وذكر تعالى تأنيساً للنبي ﷺ وتأسية وتعزية وتسلية قوله سبحانه وتعالى:
﴿وكم أرسلنا﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿من نبي في الأولين﴾ أي: في الأمم الماضية ثم حكى حالهم الماضية بقوله تعالى:
﴿وما﴾ أي: والحال أنه ما ﴿يأتيهم﴾ وأغرق في النفي بقوله تعالى: ﴿من نبي﴾ أي: في أمة بعد أمة أو زمان بعد زمان ﴿إلا كانوا﴾ أي: خلقاً وطبعاً ﴿به يستهزؤون﴾ كما استهزأ قومك بك فلا ينبغي أن تتأذى من قومك بسبب تكذيبهم واستهزائهم لأن المصيبة إذا عمت خفت.
(١٠/١٢٤)
تنبيه: كم خبرية مفعول مقدم ومن نبي تمييز وفي الأولين متعلق بالإرسال أو بمحذوف على أنه صفة لنبي.
﴿فأهلكنا﴾ أي: فتسبب عن الاستهزاء بالرسل أنا أهلكنا ﴿أشد منهم﴾ أي: من قريش الذين يستهزؤون بك ﴿بطشاً﴾ أي: قوة وكان الأصل الإضمار ولكنه أظهر الضمير صارفاً أسلوب الخطاب إلى الغيبة إقبالاً على نبيه ﷺ تسلية له وإبلاغاً في وعيدهم ﴿ومضى﴾ أي: سبق في آيات الله ﴿مثل﴾ أي: صفة ﴿الأولين﴾ في الإهلاك وفي لك وعد للرسول ﷺ ووعيد لهم مثل ما جرى على الأولين واللام في قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon