﴿ولو نشاء﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿لجعلنا﴾ ما هو أغرب مما صنعناه من أمر عيسى عليه السلام ﴿منكم﴾ أي: جعلا مبتدأ منكم إما بالتوليد كما جعلنا عيسى عليه السلام من أنثى من غير ذكر، وجعلنا آدم عليه السلام من تراب من غير أنثى ولا ذكر، وإما بالبدلية ﴿ملائكة في الأرض يخلفون﴾ أي: يخلفونكم في الأرض والمعنى: أن حال عيسى عليه السلام وإن كانت عجيبة فالله تعالى قادر على ما هو أعجب من ذلك، وأن الملائكة مثلكم من حيث إنها ذوات ممكنة يحتمل خلقها توليداً كما جاز خلقها إبداعاً فمن أين لهم استحقاق الألوهية والانتساب إلى الله تعالى.
(١٠/١٦١)
﴿وإنه﴾ أي: عيسى عليه السلام ﴿لعلم للساعة﴾ أي: نزوله سبب للعلم بقرب الساعة التي هي تعم الخلائق كلها بالموت فنزوله من أشراط الساعة يعلم به قربها قال ﷺ «يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عادلاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتهلك في زمنه الملل كلها إلا الإسلام».
(١٠/١٦٢)


الصفحة التالية
Icon