﴿فاختلف الأحزاب﴾ أي: الفرق المتحزبة ﴿من بينهم﴾ أي: اختلافاً ناشئاً ابتداء من بني إسرائيل في عيسى أهو الله؟ أو ابن الله؟ أو ثالث ثلاثة؟ وقوله تعالى: ﴿فويل﴾ كلمة عذاب ﴿للذين ظلموا﴾ أي: وضعوا الشيء في غير موضعه بما قالوه في عيسى عليه السلام ﴿من عذاب يوم أليم﴾ أي: مؤلم وإذا كان اليوم مؤلماً فما الظن بعذابه.
﴿هل ينظرون﴾ أي: هل ينظر كفار مكة أو الذين ظلموا ﴿إلا الساعة﴾ أي: ساعة الموت العام والبعث والقيامة فإن ذلك لتحقق أمره كأنه موجود منظور إليه وقوله تعالى: ﴿أن تأتيهم﴾ بدل من الساعة، فإن قيل: قوله تعالى: ﴿بغتة﴾ أي: فجأة يفيد قوله تعالى: ﴿وهم لا يشعرون﴾ أي: بوقت مجيئها قبله؟ أجيب: بأنه يجوز أن تأتيهم بغتة وهم يعرفونه بسبب أنهم يشاهدونه.
﴿الأخلاء﴾ أي: الأحباء في الدنيا على المعصية وقوله تعالى: ﴿يومئذ﴾ أي: يوم القيامة، متعلق بقوله تعالى: ﴿بعضهم لبعض عدو﴾ أي: يتعادون في ذلك اليوم لانقطاع العلق لظهور ما كانوا يتحابون له سبباً للعذاب ﴿إلا المتقين﴾ أي: المتحابين في الله على طاعة الله تعالى وهم الموحدون الذين يخالل بعضهم بعضاً على الإيمان والتقوى فإن خلتهم لا تصير عداوة.
(١٠/١٦٥)


الصفحة التالية
Icon