﴿فاصفح﴾ أي: اعف عفو من أعرض ﴿عنهم﴾ صفحاً فلا تلتفت إليهم بغير التبليغ ﴿وقل﴾ أي: لهم ﴿سلام﴾ أي: شأني الآن متاركتكم بسلامتكم مني وسلامتي منكم، قال ابن عباس: وهذا منسوخ بآية السيف، وقال الرازي: وعندي التزام النسخ في مثل هذه المواضع مشكل لأن الأمر لا يقيد بالفعل إلا مرة واحدة فسقطت دلالة اللفظ فأي حاجة إلى التزام النسخ، وأيضاً فاللفظ المطلق قد يتقيد بحسب العرف فإذا كان كذلك فلا حاجة إلى التزام النسخ وجرى على النسخ الجلال المحلي فقال: وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم وقوله تعالى: ﴿فسوف يعلمون﴾ فيه تهديد لهم وتسلية للنبي ﷺ وقرأ نافع وابن عامر بتاء الخطاب التفاتاً، والباقون بياء الغيبة نظراً لما تقدم وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أن النبي ﷺ قال: «من قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون» حديث موضوع.
سورة الدخان
مكية وقيل: إلا قوله تعالى: ﴿إنا كاشفوا العذاب قليلاً﴾ الآيةوهي ست أو سبع أو تسع وخمسون آية وثلاثمئةوست وأربعون كلمة وألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الملك الجبار الواحد القهار.
﴿الرحمن﴾ الذي عم بنعمته سائر مخلوقاته ﴿الرحيم﴾ بأهل وداده وقوله تعالى:
(١٠/١٧٩)
﴿حم﴾ قرأه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي بإمالة الحاء محضة، وقرأه ورش وأبو عمرو بالإمالة بين بين والباقون بالفتح وتقدمت الإشارة إلى شيء من أسرار أخواتها وقوله تعالى:
﴿والكتاب المبين﴾ فيه احتمالان؛ الأول: أن يكون التقدير هذه حم والكتاب المبين كقولك: هذا زيد والله، الثاني: أن يكون التقدير حم والكتاب المبين.