(١١/٣٦)
يا رسول الله، أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس فقال له النبيّ ﷺ لا أرى بينك وبين إبليس إلا أبوين. قال: أجل يا رسول الله، قال: كم أتى عليك من العمر؟ قال: أكلت عمر الدنيا إلا القليل، كنت حين قُتل هابيل غلاماً ابن أعوام، فكنت أتشرف على الآكام، وأصطاد الهام، وأورّش بين الأنام. فقال النبيّ ﷺ بئس العمل. فقال: يا رسول الله، دعني من العتب فإني ممن آمن مع نوح عليه السلام وعاتبته في دعوته فبكى وأبكاني، وقال: والله إني لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت هوداً فعاتبته في دعوته فبكى وأبكاني، وقال والله إني لمن النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت إبراهيم، وآمنت به، وكنت بينه وبين الأرض إذ رمي به في المنجنيق، وكنت معه في النار إذ ألقي فيها وكنت مع يوسف إذ ألقي في الجب، فسبقته إلى قعره. ولقيت موسى بن عمران بالمكان الأثير. وكنت مع عيسى بن مريم عليهما السلام. فقال لي: إن لقيت محمداً فاقرأ عليه السلام. قال أنس: فقال النبيّ ﷺ وعليه السلام وعليك يا هام ما حاجتك؟ قال: إنّ موسى علمني التوراة، وإنّ عيسى علمني الإنجيل، فعلّمني القرآن قال أنس: فعلمه النبيّ ﷺ سورة الواقعة عم يتساءلون وإذا الشمس كوّرت وقل يا أيها الكافرون وسورة الإخلاص والمعّوذتين. ﴿فلما قضي﴾ أي: فرغ من قراءته ﴿ولوا﴾ أي: رجعوا ﴿إلى قومهم﴾ الذين فيهم قوة القيام بما يحاولونه ﴿منذرين﴾ أي مخوفين لهم ومحذرين عواقب الضلال بأمر من رسول الله ﷺ قال ابن عباس جعلهم رسول الله ﷺ رسلاً إلى قومهم.
ولما كان كأنه قيل ما قالوا لهم في إنذارهم؟ قيل:
(١١/٣٧)


الصفحة التالية
Icon