قال ابن زيد كل الرسل كانوا أولي عزم وحزم ورأي وكمال عقل، وإنما أدخلت من للتجنيس لا للتبعيض كما يقال: اشتريت أكسية من الخز وأردية من البز. وقال بعضهم: الأنبياء كلهم أولو العزم إلا يونس لعلة كانت فيه. ألا ترى أنه قيل لنبينا ﷺ ﴿ولا تكن كصحاب الحوت﴾ (القلم: ٤٨)
وقال قوم: هم نجباء الرسل، وهم المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر لقوله تعالى بعد ذكرهم ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ (الأنعام: ٩٠)
وقال الكلبيّ هم الذين أمروا بالجهاد، وأظهروا المكاشفة مع أعداء الله تعالى وقيل: هم ستة؛ نوح وهود وصالح ولوط. وشعيب وموسى. وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء وقال مقاتل: هم ستة، نوح صبر على أذى قومه، وإبراهيم صبر على النار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده، وذهاب بصره ويوسف صبر في الجب والسجن، وأيوب صبر على الضرّ. وقال ابن عباس وقتادة هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، أصحاب الشرائع فهم مع محمد ﷺ خمسة ونظمهم بعضهم في بيت فقال:

*محمد إبراهيم موسى كليمه فعيسى فنوح هم أولو العزم فاعلم*
قال البغوي: ذكرهم الله تعالى على التخصيص في قوله تعالى ﴿وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم﴾ (الأحزاب: ٧)
وفي قوله تعالى: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً﴾ (الشورى: ١٣)
الآية.
(١١/٤٤)


الصفحة التالية
Icon