﴿أفمن كان﴾ أي: في جميع أحواله ﴿على بينة﴾ أي: حجة ظاهرة البيان في أنها حق ﴿من ربه﴾ أي: المربي والمدبر له المحسن إليه وهم النبيّ ﷺ والمؤمنون ﴿كمن زين له﴾ بتزيين الشيطان بتسليطنا له عليه ﴿سوء عمله﴾ فرآه حسناً وهم: أبو جهل والكفار ﴿واتبعوا أهواءهم﴾ في ذلك ولا شبهة لهم في شيء من أعمالهم السيئة فضلاً عن دليل ولما تكرّر ذكر الجنة في هذه السورة بين صفتها. بقوله تعالى:
﴿مثل﴾ أي: صفة ﴿الجنة﴾ أي: البساتين العظيمة التي تستر داخلها من كثرة أشجارها ﴿التي وعد المتقون﴾ أي: الذين حملتهم تقواهم بعد الوقوف عن فعل لم يدلّ عليه دليل على أن استمعوا منك فانتفعوا بما دللتهم عليه من أمور الدين.
تنبيه: اختلف في إعراب هذه الآية على أوجه:
أحدها: أن ﴿مثل﴾ مبتدأ وخبره مقدّر. قدره النضر بن شميل: مثل الجنة ما تسمعون. فما تسمعون خبره و﴿فيها أنهار﴾ مفسر له. وقدّره سيبويه: فيما يتلى عليكم مثل الجنة. والجملة بعدها أيضاً مفسرة للمثل.
ثانيها: أن ﴿مثل﴾ زائدة تقديره: الجنة التي وعد المتقون ﴿فيها أنهار﴾ ونظير زيادة ﴿مثل﴾ هنا زيادة اسم في قول القائل:
*إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
(١١/٥٩)