ولم يقل مع كفرهم، وقال في حق المؤمنين ﴿ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم﴾؟ أجيب بأنّ كفر الكافر عنادي وليس في الوجود كفر فطري ولا في الإمكان كفر غير عنادي لينضم إلى الكفر العنادي بل الكفر ليس إلا عناداً وكذلك الكفر بالفروع، لا يقال انضم إلى الكفر بالأصول، لأنّ من ضرورة الكفر بالأصول الكفر بالفروع وليس من ضرورة الإيمان بالأصول الإيمان بالفروع بمعنى الطاعة والانقياد. ولهذا قال تعالى ﴿ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم﴾.
(١١/٨٩)
﴿ولله﴾ أي: الملك الأعظم الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ﴿جنود السموات والأرض﴾ فهو قادر على إهلاك عدوّه بجنوده بل بصيحة ولم يفعل بل أنزل السكينة على المؤمنين ليكون إهلاك أعدائه بأيديهم فيكون لهم الثواب وجنود السموات والأرض الملائكة. وقيل: جنود السموات الملائكة وجنود الأرض الجنّ والحيوانات. وقيل: الأسباب السماوية والأرضية ﴿وكان الله﴾ أي: الملك الأعظم أزلاً وأبداً ﴿عليماً﴾ أي: بالذوات والمعاني ﴿حكيماً﴾ في إتقان ما يصنع. وقوله تعالى:
﴿ليدخل﴾ متعلق بمحذوف أي: أمر بالجهاد ليدخل ﴿المؤمنين والمؤمنات﴾ الذين جبلتهم جبلة خير بجهاد بعضهم ودخول بعضهم في الدين بجهاد المجاهدين، ولو سلط على الكفار جنوده من أوّل الأمر فأهلكوهم أو دمّر عليهم بغير واسطة لفات دخول أكثرهم الجنة، وهم من آمن منهم بعد صلح الحديبية ﴿جنات﴾ أي بساتين لا يصل إلى عقولكم من وصفها إلا ما تعرفونه بعقولكم وإن كان الأمر أعظم من ذلك ﴿تجري من تحتها الأنهار﴾ فأي موضع أردت أن تجري منه نهراً قدرت على ذلك؛ لأنّ الماء قريب من وجه الأرض مع صلابتها وحسنها ﴿خالدين فيها﴾ أي لا إلى آخر، فإن قيل: ما الحكمة في أنه تعالى ذكر في بعض المواضع المؤمنين والمؤمنات وفي بعضها اكتفى بذكر المؤمنين ودخلت المؤمنات فيهم كقوله تعالى: ﴿قد أفلح المؤمنون﴾ (المؤمنون: ١)
وقوله تعالى: ﴿وبشر المؤمنين﴾ (البقرة: ٢٢٣)
(١١/٩٠)


الصفحة التالية
Icon