وفي النازعات وفي الفجر وبخمسة أحرف كما في قوله تعالى: ﴿كهيعص﴾ (مريم: ١)
و﴿حم عسق﴾ (الشورى: ١ ـ ٢)
ولم يقسم بأكثر من خمسة أشياء إلا في سورة واحدة وهي ﴿والشمس وضحاها﴾ (الشمس: ١)
ولما أقسم بالأشياء المعهودة ذكر حرف القسم وهو الواو فقال: ﴿والطور والنجم والشمس﴾ وعند القسم بالحروف لم يذكر حرف القسم فلم يقل وحم وق لأن القسم لما كان بنفس الحروف كان الحرف مقسماً به فلم يورده في موضع كونه آلة القسم تسوية بين الحرف وغيره ولم يدخل القسم بالحروف في أثناء السورة لأنه يخل بالنظم.
وقوله تعالى:
﴿والقرآن﴾ أي: الكتاب الجامع الفارق ﴿المجيد﴾ أي: الذي له العلوّ والشرف والكرم والعظمة على كل كلام قسم وفي جوابه أوجه.
أحدها: قوله تعالى ﴿قد علمنا ما تنقص الأرض منهم﴾ ثانيها ﴿ما يبدل القول لديّ﴾ ثالثها: ﴿ما يلفظ من قول﴾ رابعها ﴿إنّ في ذلك لذكرى﴾ خامسها ﴿بل عجبوا﴾ وهو قول كوفيّ قالوا لأنّ معناه قد عجبوا. سادسها: أنه محذوف قدّره الزجاج والمبرد والأخفش لتبعثنّ وغيرهم لقد جاءكم منذر وقدره الجلال المحلي بقوله ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم
(١١/١٧٤)
تنبيه: جوابات القسم سبعة أنّ المشدّدة كقوله تعالى: ﴿والعصر إنّ الإنسان لفي خسر﴾ (العصر: ١ ـ ٢)
وما النافية كقوله تعالى: ﴿والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك﴾ (الضحى: ١ ـ ٣)
واللام المفتوحة كقوله تعالى: ﴿فو ربك لنسألنهم أجمعين﴾ (الحجر: ٩٢)
وإن الخفيفة كقوله تعالى ﴿تالله إن كنا لفي ضلال مبين﴾ (الشعراء: ٩٧)
ولا النافية كقوله تعالى: ﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت﴾ (النحل: ٣٨)
وقد كقوله تعالى ﴿والشمس وضحاها﴾ (الشمس: ١)
﴿قد أفلح من زكاها﴾ (الشمس: ٩)
وبل كقوله تعالى ﴿والقرآن المجيد﴾ بل أي أنّ تكذيبهم ليس لإنكار شيء من مجدك ولا إنكار صدقك.
(١١/١٧٥)


الصفحة التالية
Icon