فإن قيل: الجبال والصخور وغير ذلك أتت عليهم وما جعلتهم كالرميم أجيب بأنّ المراد أتت عليه قاصدة له وهو عاد وأبنيتهم وعروشهم، لأنها كانت مأمورة بأمر من عند الله فكأنها كانت قاصدة لهم فما تركت شيئاً من تلك الأشياء إلا جعلته كالرميم.
ثانيها: قوله تعالى: ﴿وفي ثمود﴾ أي إهلاكهم وهم قوم صالح عليه السلام آية عظيمة ﴿إذ﴾ أي حين ﴿قيل لهم﴾ أي ممن لا يخلف الميعاد، وقرأ هشام والكسائي بضم القاف والباقون بكسرها ﴿تمتعوا﴾ أي بلبن الناقة وغيره مما مكناهم فيه من الزروع والنخيل والأبنية في الجبال والسهول وغير ذلك من جلائل الأمور على الوجه الذي أمرناكم به، ولا تطغوا ﴿حتى حين﴾ أي وقت ضربناه لآجالكم.
(١١/٢٢٨)
﴿فعتوا﴾ أي أوقعوا بسبب إحساننا إليهم العتوّ وهو التكبر والإباء ﴿عن أمر ربهم﴾ أي: مولاهم الذي أعظم إحسانه إليهم فعقروا ناقته وأرادوا قتل نبيه صالح عليه السلام ﴿فأخذتهم﴾ أي: بسبب عتوّهم أخذ قهر وعذاب ﴿الصاعقة﴾ أي: الصيحة العظيمة التي حملتها الريح فأوصلتها إلى مسامعهم بغاية العظمة ورجت ديارهم رجة أزالت أرواحهم بالصعق، وقرأ الكسائي بإسكان العين ولا ألف قبلها، والباقون بكسر العين وقبلها ألف وقوله تعالى: ﴿وهم ينظرون﴾ دال على أنها كانت في غمام وكان فيها نار، ويجوز مع كونه من النظر أن يكون أيضاً من الانتظار فإنهم وعدوا نزول العذاب بعد ثلاثة أيام وجعل في كل يوم علامة وقعت بهم فتحققوا وقوعه في اليوم الرابع. وقال بعض المفسرين: المراد منه هو ما أمهلهم الله تعالى بعد عقرهم الناقة وهو ثلاثة أيام بقوله تعالى: ﴿تمتعوا في داركم ثلاثة أيام﴾ (هود: ٦٥)


الصفحة التالية
Icon