وأمثاله، ومنها قوله تعالى ﴿لا يسئل عما يفعل﴾ (الأنبياء: ٢٣)
وقوله تعالى ﴿يفعل ما يشاء﴾ (آل عمران: ٤٠)
﴿ويحكم ما يريد﴾ (المائدة: ١)
فإن قيل: ما الحكمة في أنه لم يذكر الملائكة مع أنهم من أصناف المكلفين وعبادتهم أكثر من عبادة غيرهم من المكلفين قال تعالى: ﴿بل عباد مكرمون﴾ (الأنبياء: ٢٦)
وقال تعالى ﴿لا يستكبرون عن عبادته﴾ (الأعراف: ٢٠٦)
أجيب بوجوه.
أحدها: أنّ الآية سيقت لبيان قبح ما يفعله الكفرة من ترك ما خلقوا له وهذا مختص بالجنّ والأنس، لأنّ الكفر موجود فيهما دون الملائكة. ثانيها: أن النبيّ ﷺ كان مبعوثاً إلى الجنّ والإنس فلما قال تعالى: ﴿وذكر﴾ بين ما يذكر به، وهو كون الخلق للعبادة وخصص أمّته بالذكر أي ذكر الجنّ والأنس ثالثها: أن عباد الأصنام كانوا يقولون إنّ الله تعالى عظيم الشأن خلق الملائكة وجعلهم مقربين فهم يعبدون الله تعالى وخلقهم لعبادته، ونحن لنزول درجتنا لا نصلح لعبادة الله تعالى فنعبد الملائكة وهم يعبدون الله تعالى كما قالوا ﴿ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى﴾ (الزمر: ٣)
فقال تعالى:
﴿وما خلقت الجنّ والأنس إلا ليعبدون﴾ ولم يذكر الملائكة لأن الأمر فيهم كان مسلماً من القوم فذكر المنازع فيه. رابعها: فعل الجنّ يتناول الملائكة لأنّ أصل الجنّ من الاستتار وهم مستترون عن الخلق فذكر الجنّ لدخول الملائكة فيهم.
(١١/٢٣٦)
ولما خص سبحانه خلقهم في إرادة العبادة صرّح بهذا المفهوم بقوله تعالى: