إشارة إلى إبطال قولهم كما إذا ادّعى ضعيف الملك ثم رآه العقلاء في غاية البعد عما يدعيه يقولون: انظروا إلى هذا الذي يدعي الملك منكرين عليه غير مستدلين بدليل لظهور أمره، فلذلك قال تعالى: ﴿أفرأيتم اللات والعزى﴾ أي كما هما فكيف تشركونهما بالله سبحانه وتعالى، واللات صنم ثقيف والعزى شجرة لغسان وهما أعظم أصنامهم، اشتقوا لهما اسمين من أسماء الله تعالى فقالوا من الله اللات ومن العزيز العزى وقيل: العزى تأنيث الأعز وعن ابن عباس كان اللات رجلاً يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره.
وعن مجاهد أن العزى شجرة لغطفان كانوا يعبدونه فبعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فقطعها فجعل خالد يضربها بالفأس ويقول:

*يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك*
فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية بويلها واضعة يدها على رأسها ويقال إنّ خالداً رجع إلى النبي ﷺ فقال: قد قلعتها فقال ما رأيت قال ما رأيت شيئاً فقال النبيّ ﷺ ما فعلت فعاودها ومعه المعول فقلعها واجتث أصلها فخرجت منها امرأة عريانة فقتلها ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره فقال تلك العزى ولن تعبد أبداً.
(١١/٢٨١)


الصفحة التالية
Icon