﴿رب﴾ أي: خالق ومدبر ﴿المشرقين﴾ أي: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ﴿ورب المغربين﴾ كذلك.
﴿فبأي آلاء﴾ أي: نعم ربكما أي الذي دبر لكما هذا التدبير العظيم ﴿تكذبان﴾ أي: بما في ذلك من الفوائد التي لا تحصى كاعتدال الهواء واختلاف الفصول وحدوث ما يناسب كل فصل فيه إلى غير ذلك.
﴿مرج﴾ أي: أرسل الرحمن ﴿البحرين﴾ أي: العذب والملح فجعلهما مضطربين من طبعهما الاضطراب حال كونهما ﴿يلتقيان﴾ أي: يتماسان على وجه الأرض بلا فصل بينهما في رؤية العين. وقال ابن عباس: بحر السماء وبحر الأرض. قال سعيد بن جبير: يلتقيان في كل عام. وقيل: يلتقي طرفاهما. وقال الحسن وقتادة: بحر فارس والروم. وقال ابن جريج: البحر المالح والأنهار العذبة. وقيل: بحر المشرق وبحر المغرب. وقيل: بحر اللؤلؤ وبحر المرجان.
﴿بينهما برزخ﴾ أي حاجز عظيم فعلى القول بأنهما بحر السماء وبحر الأرض فالحاجز الذي بينهما هو ما بين السماء والأرض؛ قاله الضحاك وعلى الأقوال الباقية: قال الحسن وقتادة: هو الأرض. وقال بعضهم هو القدرة الإلهية وهذا أولى.
(١١/٣٥٣)
﴿لا يبغيان﴾ اختلف فيه. فقال قتادة: لا يبغيان على الناس فيغرقانهم كما طغيا فأهلكا من على الأرض في أيام نوح عليه السلام، فجعل بينهما وبين الناس اليبس، وقال مجاهد وقتادة أيضاً: لا يبغي أحدهما على صاحبه فيغلبه. وقيل البرزخ ما بين الدنيا والآخرة أي: بينهما مدة قدّرها الله تعالى وهي مدّة الدنيا فهما لا يبغيان فإذا أذن الله تعالى في انقضاء الدنيا صار البحران شيئاً واحداً؛ وهو كقوله تعالى: ﴿وإذا البحار فجرت﴾ (الإنفطار: ٣)


الصفحة التالية
Icon