ثم ذكر تعالى لهم حجة أخرى بقوله تعالى: ﴿أفرأيتم النار﴾ أي: أخبروني هل رأيتم بالبصر والبصيرة ما تقدم فرأيتم النار ﴿التي تورون﴾ أي: تخرجون من الشجر الأخضر ﴿أأنتم أنشأتم﴾ أي: اخترعتم وأوجدتم وأحييتم وربيتم ورفعتم ﴿شجرتها﴾ أي: التي يقدح منها النار وهي المرخ والعقار وهما شجرتان قدح منهما النار وهما رطبتان، وقيل: أراد جميع الشجر الذي توقد به النار ﴿أم نحن﴾ أي: خاصة وأكد بقوله تعالى: ﴿المنشؤن﴾ أي: لها بمالنا من العظمة على تلك الهيئة فمن قدر على إيجاد النار التي هي أيبس ما يكون في الشجر الأخضر مع ما فيه من المائية المضادّة لها كان أقدر على إعادة الطراوة في تراب الجسد الذي كان غضاً طرياً فيبس.
(١١/٤٢٥)