﴿بسم الله﴾ الذي أحاطت هيبته بجميع الموجودات ﴿الرحمن﴾ الذي وسعهم جوده في جميع الحركات والسكنات ﴿الرحيم﴾ الذي خص أهل ولايته بما يرضيه من العبادات
ولما ختمت الواقعة بالأمر بتنزيهه عما أنكره الكفرة من البعث جاءت هذه لتقرير ذلك التنزيه فقال تعالى:
(١١/٤٤٣)
﴿سبح لله﴾ أي: الملك المحيط بجميع صفات الكمال ﴿ما في السموات﴾ أي: الإجرام العالية والذي فيها ﴿والأرض﴾ والذي فيها أي: نزهه كل شيء فاللام مزيدة وجيء بما دون من تغليباً للأكثر ﴿وهو﴾ أي: وحده ﴿العزيز﴾ الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء ﴿الحكيم﴾ أي: الذي أتقن كل شيء صنعه، وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء والباقون بضمها ﴿له﴾ أي: وحده ﴿ملك السموات والأرض﴾ وما فيهما وما بينهما ظاهراً أو باطناً فالملك الظاهر ما هو الآن موجود في الدنيا من أرض مدحية وسماء مبنية وكواكب مضية وأفلاك ورياح وسحاب مرئية وغير ذلك مما يحيط به علمه تعالى والملك الباطن الغائب عنا وأعظمه المضاف إلى الآخرة وهو الملكوت ﴿يحيي﴾ أي: له صفة الإحياء فيحيي ما شاء من الخلق بأن يوجده على صفة الحياة كيف شاء في أطوار يقلبها كيف شاء ومما شاء ﴿ويميت﴾ أي: له هاتان الصفتان على سبيل الاختيار والتجدد والاستمرار فهو قادر على البعث بدليل ما ثبت له من صفة الإحياء ﴿وهو على كل شيء﴾ أي: من الإحياء والإمانة وغيرهما من كل ممكن ﴿قدير﴾ أي: بالغ القدرة.
(١١/٤٤٤)