ولما كان التقدير بئس المولى هي عطف عليه قوله تعالى: ﴿وبئس المصير﴾ أي: هذه النار واختلف في سبب نزول قوله تعالى: ﴿ألم يأن﴾ أي: يحن ويدرك وينتهي إلى الغاية ﴿للذين آمنوا﴾ أي: أقرّوا بالإيمان ﴿أن تخشع﴾ أي: تلين وتسكن وتخضع وتذل وتطمئن ﴿قلوبهم لذكر الله﴾ أي: الملك الأعظم الذي لا خير إلا منه فيصدق في إيمانه من كان كاذباً ويقوى في الدين من كان ضعيفاً فيعرض عن الفاني ويقبل على الباقي ولا يطلب لداء دينه دواء ولا لمرض قلبه شفاء في غير القرآن، فقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما: إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن، وعن ابن مسعود رضى الله عنه: ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين، وعن الحسن: أما والله لقد استبطأهم وهم يقرؤون من القرآن أقل ما تقرؤون فانظروا في طول ما قرأتم منه وما ظهر فيكم من الفسق، وقيل: كانوا مجدبين بمكة فلما هاجروا أصابوا الرزق والنعمة ففتروا عما كانوا عليه فنزلت؛ وعن أبي بكر رضى الله عنه: أنّ هذه الآية قرئت بين يديه وعنده قوم من أهل اليمامة فبكوا بكاء شديداً فنظر إليهم وقال: هكذا كنا حتى قست القلوب وقال الشاعر:
*ألم يأن لي يا قلب أن نترك الجهلا | وأن يحدث الشيب المنير لنا عقلا* |