وقرأ قالون وقنبل: بالهمزة المكسورة ولا ياء بعدها، وقرأ ورش والبزي وأبو عمرو بتسهيل الهمزة مع المدّ والقصر وللبزي وأبو عمر وأيضاً موضع الهمزة ياء ساكنة مع المدّ والباقون بهمزة مكسورة وبعدها ياء وهم على مراتبهم في المدّ ﴿وإنهم﴾ أي: المظاهرون ﴿ليقولون﴾ أي: في هذا التظهر على كلّ حالة ﴿منكراً من القول﴾ إذ الشرع أنكره وهو حرام إتفاقاً كما نقل عن الرافعي في باب الشهادات ﴿وزوراً﴾ أي: قولاً مائلاً عن السداد منحرفاً عن القصد، لأنّ الزوجة معدّة للاستمتاع الذي هو في الغاية من الامتهان والأمّ في غاية البعد عن ذلك.
فإن قيل: المظاهر إنما قال: أنت عليّ كظهر أمي فشبه بأمه ولم يقل أنها أمّه فما معنى أنه منكر من القول وزور والزور الكذب وهذا ليس بكذب.
أجيب: بأنّ قوله هذا إن كان خبراً فهو كذب وإن كان إنشاء فهو كذلك لأنه جعله سبباً للتحريم والشرع لم يجعله سبباً لذلك، وأيضاً فإنما وصف بذلك لأنّ الأم مؤبدة التحريم والزوجة لا يتأبد تحريمها بالظهار فهو زور محض.
فإن قيل: قوله تعالى: ﴿إلا اللائي ولدنهم﴾ يقتضي أن لا أمّ إلا الوالدة وهذا مشكل بقوله تعالى: ﴿وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم﴾ (النساء: ٢٣)
وقوله تعالى: ﴿وأزواجه أمّهاتهم﴾ (الأحزاب: ٦)
أجيب: بأنّ الشارع ألحقهنّ بالوالدات لما مر ﴿وإن الله﴾ أي: الملك الأعظم الذي لا أمر لأحد معه في شرع ولا غيره ﴿لعفوّ﴾ أي: من صفاته أن يترك عقاب من شاء ﴿غفور﴾ أي: من صفاته أن يمحو عين الذنب وأثره.
(١١/٤٩٦)