وقال الرازي: هذا يطلق فيما يطلب الناس الفسحة فيه من المكان والرزق والصدر والقبر والجنة قال: ولا ينبغي للعاقل أن يقيد الآية بالتفسح في المجلس بل المراد منه إيصال الخير إلى المسلم وإدخال السرور في قلبه.
(١٢/١٤)
وإذا قيل: أي من أيّ قائل كان كما مضى إذا كان يريد الإصلاح والخير ﴿انشزوا﴾ أي: ارتفعوا وانهضوا إلى الموضع الذي تؤمرون به أو يقتضيه الحال للتوسعة أو غيرها من الأوامر كالصلاة والجهاد ﴿فانشزوا﴾ أي: فارتفعوا وانهضوا ﴿يرفع الله﴾ أي: الذي له جميع صفات الكمال ﴿الذين آمنوا﴾ وإن كانوا غير علماء ﴿منكم﴾ أي: أيها المأمورون بالتفسح السامعون للأوامر المبادرون إليها بطاعتهم لرسول الله ﷺ وقيامهم في مجلسهم وتوسعهم لإخوانهم ﴿والذين أوتوا العلم درجات﴾ يجوز أن يكون معطوفاً على الذين آمنوا فهو من عطف الخاص على العام فإنّ الذين أوتوا العلم بعض المؤمنين، ويجوز أن يكون والذين أوتوا العلم من عطف الصفات أي: تكون الصفتان لذات واحدة كأنه قيل: يرفع الله المؤمنين العلماء ودرجات مفعول ثان، وقال ابن عباس: تمّ الكلام عند قوله تعالى: ﴿منكم﴾ وينتصب الذين أوتوا بفعل مضمر أي: ويخص الذين أوتوا العلم درجات أو ويرفع درجات.
قال المفسرون: في هذه الآية أنّ الله تعالى رفع المؤمن على من ليس بمؤمن والعالم على من ليس بعالم، قال ابن مسعود مدح الله تعالى العلماء في هذه الآية، والمعنى: أنّ الله تعالى يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات في دينهم إذا فعلوا بما أمروا به وقال تعالى: ﴿هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ (الزمر: ٩)
وقال تعالى: ﴿وقل رب زدني علماً﴾ (طه: ١١٤)
وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (فاطر: ٢٨)
والآيات في ذلك كثيرة معلومة
(١٢/١٥)


الصفحة التالية
Icon