﴿إن يثقفوكم﴾ أي: يظفروا بكم في وقت من الأوقات ومكان من الأماكن ﴿يكونوا لكم أعداء﴾ أي: ولا ينفعكم القاء المودّة إليهم ﴿ويبسطون إليكم﴾ أي: خاصة، وإن كان هناك في ذلك الوقت من غير من قتل أعز الناس عليهم ﴿أيديهم﴾ أي: بالضرب أن استطاعوا ﴿وألسنتهم﴾ أي: بالشتم مضمومة إلى فعل أيديهم فعل من ضاق صدره بما تجرّع من آخر من الغصص حتى أوجب له غاية السفه ﴿بالسوء﴾ أي: بكل ما من شأنه أن يسوء ﴿وودّوا﴾ أي: تمنوا قبل هذا ﴿لو تكفرون﴾ لأنّ مصيبة الدين أعظم فهو إليها أسرع، لأنّ دأب العدوّ القصد إلى أعظم ضرر يراه لعدوّه، وعبر بما يفهم التمني الذي يكون في المحالات ليكون المعنى أنهم أحبوا ذلك غاية الحب وتمنوه، وفيه بشرى بأنه من قبيل المحال، وقدم الأوّل لأنه أبين في العداوة وإن كان الثاني أنكى.
ولما كانت عداوتهم معروفة، وإنما غطاها محبة القرابات لأنّ الحب للشيء يعمي ويصم فخطأ رأيهم في موالاتهم بما أعلمهم به من حالهم، فقال تعالى مستأنفاً إعلاماً بأنها خطأ على كل حال.
(١٢/٨٨)


الصفحة التالية
Icon