وقيل: بين أيديهن ألسنتهن بالنميمة، ومعنى: بين أرجلهن فروجهن. وقيل: ما بين أيديهن من قبلة أو جسة وبين أرجلهن الجماع. وروي أن هند لما سمعت ذلك قالت: والله إنّ البهتان لأمر قبيح، وما يأمر إلا بالأرشد ومكارم الأخلاق ﴿ولا يعصينك﴾ أي: على حال من الأحوال ﴿في معروف﴾ وهو ما وافق طاعة الله تعالى كترك النياحة، وتمزيق الثياب، وجر الشعر وشق الجيب، وخمش الوجه ﴿فبايعهن﴾ أي: التزم لهن بما وعدن على ذلك من إعطاء الثواب في نظير ما ألزمن أنفسهن من الطاعة، فبايعهن ﷺ بالقول ولم يصافح واحدة منهن. قالت عائشة رضى الله عنها «والله ما أخذ رسول الله ﷺ على النساء قط إلا بما أمر الله عز وجل، وما مست كف رسول الله ﷺ كف امراة قط. وروي أنها قالت: كان النبي ﷺ يبايع النساء بالكلام بهذه الآية ﴿أن لا يشركن بالله شيئاً﴾ إلى آخرها قالت: وما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة إلا امرأة يملكها» وقالت أميمة بنت رقيقة «بايعت رسول الله ﷺ في نسوة فقال فيما استطعتن أطعن، فقلت: لرسول الله ﷺ ارحم بنا من أنفسنا، وقلت: يا رسول الله صافحنا، فقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة كقولي لمائة امرأة». وروي «أنه ﷺ بايع النساء وبين يديه وأيديهن ثوب، وكان يشترط عليهن» وقالت أم عطية: «لما قدم رسول الله ﷺ المدينة جمع نساء الأنصار في بيت، ثم أرسل إلينا عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم فرددن عليه السلام فقال: أنا رسول رسول الله ﷺ إليكن أن لا تشركن بالله شيئاً الآية، فقلن نعم، فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت، ثم قال: اللهم اشهد» وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ «كان إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه فغمسن أيديهن


الصفحة التالية
Icon