وقرأ شعبة بالياء التحتية على الغيبة على الخبر عمن مات، وقال هذه المقالة، والباقون بالفوقية على الخطاب. وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة المنافقين بريء من النفاق» حديث موضوع.
سورة التغابن
مدنية
في قول الأكثرين، وقال الضحاك: مكية، وقال الكلبي: مدنية ومكية. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن سورة التغابن نزلت بمكة إلا آيات من آخرها نزلت بالمدنية في عوف بن مالك الأشجعي، شكا إلى رسول الله ﷺ جفاء أهله وولده، فأنزل الله عز وجلّ ﴿يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّاً لكم﴾ إلى آخرها، وهي ثماني عشرة آية، ومائتان وإحدى وأربعون كلمة، وألف وسبعون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ مالك الملك فلا كفء له ولا مثيل ﴿الرحمن﴾ أي: الذي وسع الخلائق بره الجليل ﴿الرحيم﴾ الذي خص من عمه فوفقهم للجميل.
(١٢/١٧٣)
﴿يسبح﴾ أي: يوقع التنزيه التامّ مع التجديد والاستمرار ﴿لله﴾ أي: الذي له الإحاطة بأوصاف الكمال ﴿ما في السموات﴾ أي: كلها ﴿وما في الأرض﴾ كذلك، وقيل: اللام زائدة، أي: ينزه الله تعالى، قال الجلال المحلي: وأتى بما دون من تغليباً للأكثر ﴿له﴾ أي: وحده ﴿الملك﴾ أي: كله مطلقاً في الدنيا والآخرة ﴿وله﴾ أي: وحده ﴿الحمد﴾ أي: الإحاطة بأوصاف الكمال كلها، فلذلك نزهه جميع مخلوقاته وقدّم الظرفين ليدل بتقديمهما على معنى اختصاص الملك والحمد بالله تعالى، وذلك بأنّ الملك على الحقيقة له، لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه، والقائم به والمهيمن عليه، وكذا الحمد لأنّ أصول النعم وفروعها منه وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء وحمده اعتداد بأنّ نعمة الله جرت على يده ﴿وهو على كل شيء قدير﴾


الصفحة التالية
Icon