﴿أعد الله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿لهم﴾ بعد الموت وبعد البعث ﴿عذاباً شديداً﴾ وفي ذلك تكرير للوعيد وبيان لما يوجب التقوى المأمور بها ﴿فاتقوا الله﴾ أي: الذي له الأمر كله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ﴿يا أولي الألباب﴾ أي: يا أصحاب العقول الصافية النافذة من الظواهر إلى البواطن، وقوله تعالى: ﴿الذين آمنوا﴾ منصوب بإضمار أعني بياناً للمنادى في قوله تعالى: ﴿يا أولي الألباب﴾ أو يكون عطف بيان للمنادى أو نعتاً له، أي: خلصوا من دائرة الشرك وأوجدوا الإيمان حقيقة ﴿قد أنزل الله﴾ أي: الذي له صفات الكمال ﴿إليكم ذكراً﴾ هو القرآن، وفي نصب.
﴿رسولاً﴾ أوجه:
أحدها: قال الزجاج والفارسي: إنه منصوب بالمصدر المنون قبله، لأنه ينحل لحرف مصدري وفعل، كأنه قيل: أن ذكر رسولاً، ويكون ذكره الرسول قوله: محمد رسول الله، والمصدر المنون عامل كقوله تعالى ﴿أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً﴾ (البلد: ١٤ ـ ١٥)
الثاني: جعل نفس الذكر مبالغة فأبدل منه، ويكون محمولاً على المعنى كأنه قال: قد أظهر لكم ذكراً رسولاً، فيكون من باب بدل الشيء من الشيء، وهو هو.
الثالث: أنه بدل منه على حذف مضاف من الأول تقديره: أنزل ذا ذكر رسولاً.
الرابع: أنه بدل منه على حذف مضاف من الثاني أي: ذكراً ذكر رسول.
(١٢/٢٢٠)


الصفحة التالية
Icon