(١٣/٧٤)
«كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله ﷺ قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ﷺ وضحك وأمر له بعطاء».
وعنه قال: «كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له: أبو عمير وهو فطيم كان إذا جاءنا قال: يا أبا عمير ما فعل النغير لنغير كان يلعب به». والنغير طائر صغير يشبه العصفور إلا أنه أحمر المنقار. وعن الأسود قال: «سألت عائشة: ما كان رسول الله ﷺ يفعل في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة توضأ ويخرج إلى الصلاة». والمهنة: الخدمة، وعن عبد الله بن الحرث قال: «ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله ﷺ.
وعن أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء عن رسول الله ﷺ قال:«إن أثقل شيء يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء». وعن أبي هريرة «أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه: أتدرون أكثر ما يدخل الناس النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفرج والفم، أتدرون أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق».
وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن المؤمن يدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار».
﴿فستبصر﴾ أي: فستعلم عن قرب بوعد لا خلف فيه علماً أنت في تحققه كالمبصر بالحس الباصر ﴿ويبصرون﴾ أي: يعلم الذين رموك بالبهتان علماً هو كذلك. وقوله تعالى: ﴿بأييكم المفتون﴾ فيه أربعة أوجه:
(١٣/٧٥)