﴿وإنه﴾ أي: القرآن ﴿لحسرة﴾ أي: ندامة ﴿على الكافرين﴾ أي: إذا رأوا ثواب المصدقين وعقاب المكذبين به ﴿وإنه﴾ أي: القرآن أو الجزاء يوم الجزاء ﴿لحق اليقين﴾ أي: الأمر الثابت الذي لا يقبل الشك فهو يقين مؤكد بالحق من إضافة الصفة إلى الموصوف وهو فوق علم اليقين. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنما هو كقولك عين اليقين ومحض اليقين.
﴿فسبح﴾ أي: أوقع التنزيه الكامل عن كل شائبة نقص ﴿باسم﴾ أي: بسبب عملك بصفات ﴿ربك﴾ أي: الموجد والمربي لك والمحسن إليك بأنواع الإحسان ﴿العظيم﴾ أي: الذي ملأت الأقطار كلها عظمته وزادت على ذلك بما شاءه سبحانه مما لا تسعه العقول، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أي: فصلّ لربك العظيم. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري: إن رسول الله ﷺ قال: «من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حساباً يسيراً» حديث موضوع.
سورة المعارج
مكية
وهي أربع وأربعون آية، ومائتانوست عشرة كلمة، وألف وأحد وستون حرفاً
﴿بسم الله﴾، أي: الذي تنقطع الأعناق والآمال دون عليائه ﴿الرحمن﴾ الذي لا مطمع لأحد في حصر أوصافه ﴿الرحيم﴾ الذي اصطفى من عباده من وفقه فكان من أوليائه.
(١٣/١٣٢)
﴿سأل سائل﴾ أي: دعا داع ﴿بعذاب واقع﴾ فضمن سأل معنى دعا، فلذلك عدى تعديته، وقيل: الباء بمعنى عن كقوله تعالى: ﴿فاسأل به خبيراً﴾ (الفرقان: ٥٩)، أي: عنه، أي: سأل سائل عن عذاب واقع، والأول أولى لأن التجوز في الفعل أولى منه في الحرف لقوتّه.


الصفحة التالية
Icon