أي: لأولادكم، ويجوز أن يكون نعتاً لاسم مؤنث أي: بل الإنسان على نفسه عين بصيرة.
﴿ولو ألقى﴾ أي: ذكر بغاية السرعة ذلك الإنسان من غير تلعثم دلالة على غاية الصدق والاهتمام والتملق. وقوله تعالى: ﴿معاذيره﴾ جمع معذرة على غير قياس قاله الجلال المحلي. أي: لو جاء بكل معذرة ما قبلت منه. وقال الزمخشريّ: المعاذير ليس بجمع معذرة، وإنما هو اسم جمع لها ونحوه المناكير في المنكر ا. ه. قال أبو حيان: وليس هذا البناء من أبنية أسماء الجموع وإنما هو من أبنية جموع التكسير ا. ه. وقيل: معاذير جمع معذار وهو الستر، والمعنى: ولو أرخى ستوره والمعاذير الستور بلغة اليمن قاله الضحاك. وحكى الماورديّ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ﴿ولو ألقى معاذيره﴾ أي: ولو تجرّد من ثيابه.
(١٣/٢٦٥)
ولما كان ﷺ إذا لقن الوحي نازع جبريل عليه السلام القراءة ولم يصبر إلى أن يتمها مسارعة إلى الحفظ وخوفاً من أن ينفلت منه أمره الله تعالى بأن ينصت له ملقياً إليه بقلبه وسمعه حتى يقضي الله تعالى وحيه ثم يعقبه بالدراسة إلى أن يرسخ فيه بقوله تعالى:
﴿لا تحرك به﴾ أي: بالقرآن ﴿لسانك﴾ ما دام جبريل عليه السلام يقرؤه ﴿لتعجل به﴾ أي: لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك، فإنّ هذه العجلة وإن كانت من الكمالات بالنسبة إليك وإلى إخوانك من الأنبياء عليهم السلام كما قال موسى عليه السلام: ﴿وعجلت إليك ربّ لترضى﴾ (طه: ٨٤)
نقل ﷺ من مقام كامل إلى أكمل منه.
ثم علل النهي عن العجلة بقوله تعالى: ﴿إنّ علينا﴾ أي: بما لنا من العظمة لا على أحد سوانا ﴿جمعه﴾ أي: في صدرك حتى تثبته وتحفظه ﴿وقرآنه﴾ أي: قراءتك إياه يعني جريانه على لسانك.
(١٣/٢٦٦)


الصفحة التالية
Icon