﴿إلا من أذن له﴾ أي: في الكلام إذناً خاصاً ﴿الرحمن﴾ أي: الملك الذي لا تكون النعمة إلا منه ﴿وقال﴾ قولاً ﴿صواباً﴾ في الدنيا أي: حقاً من المؤمنين والملائكة وهما شريطتان: أن يكون المتكلم مأذوناً له في الكلام، وأن يتكلم بالصواب فلا يشفع لغير مرتضى. لقوله تعالى: ﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾ (الأنبياء: ٢٨)
وقيل: القول الصواب لا إله إلا الله.
﴿ذلك﴾ أي: المشار إليه لبعد مكانته وعظم رتبته وعلوّ منزلته ﴿اليوم الحق﴾ أي: الكائن لا محالة وهو يوم القيامة ﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه﴾ أي: المحسن إليه ﴿مآباً﴾ أي: مرجعاً وسبيلاً لطاعته ليسلم من العذاب في ذلك اليوم، فإنّ الله تعالى جعل لهم قوة واختياراً، ولكن لا يقدر أحد منهم على مشيئة شيء إلا بمشيئة الله تعالى.
(١٣/٣٣٥)
﴿إنّا﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿أنذرناكم﴾ أي: يا كفار مكة ﴿عذاباً قريباً﴾ أي: عذاب يوم القيامة الآتي وكل آت قريب، وقوله تعالى: ﴿يوم﴾ ظرف لعذاباً بصفته ﴿ينظر المرء﴾ أي: كل امرئ سواء كان مؤمناً أو كافراً نظراً لا مرية فيه ﴿ما﴾ أي: الذي ﴿قدمت يداه﴾ أي: كسبه في الدنيا من خير وشرّ، وقال الحسن رضي الله عنه: أراد بالمرء المؤمن أي: يجد لنفسه عملاً، وأما الكافر فلا يجد لنفسه عملاً فيتمنى أن يكون تراباً، ولأنه تعالى قال: ﴿ويقول الكافر﴾ فعلم أنه أراد بالمرء المؤمن وقيل: هو الكافر لقوله تعالى: ﴿إنا أنذرناكم﴾ فيكون الكافر ظاهراً وضع موضع الضمير لزيادة الذمّ. ومعنى ﴿ما قدّمت يداه﴾ من الشرّ كقوله تعالى: ﴿ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق، ذلك بما قدمت يداك﴾ (الحج: ٩ ـ ١٠)
وما يجوز أن تكون استفهامية منصوبة بقدّمت أي: ينظر أي شيء قدّمت يداه أو موصولة منصوبة بينظر يقال: نظرته بمعنى نظرت إليه والراجع إلى الصلة محذوف.