الصفة الخامسة قوله تعالى: ﴿وأكواب موضوعة﴾ جمع كوب، وهي الكيزان التي لا عرى لها. قال قتادة: فهي دون الإبريق.
وفي قوله تعالى: ﴿موضوعة﴾ وجوه أحدها: أنها معدّة لأهلها كالرجل يلتمس من الرجل شيئاً فيقول هو ههنا موضوع بمعنى معدّ. ثانيها: موضوعة على حافات العين الجارية كلما أرادوا الشرب وجدوها مملوءة من الشراب. ثالثها: موضوعة بين أيديهم لاستحسانهم إياها بسبب كونها من ذهب أو فضة أو من جواهر وتلذذهم بالشرب فيها رابعها: أن يكون المراد موضوعة عن حدّ الكبر، أي: هي أوساط بين الكبر والصغر كقوله ﴿قدّروها تقديراً﴾ (الإنسان: ١٦)
الصفة السادسة: قوله تعالى:
﴿ونمارق﴾ وهي الوسائد، واحدها: نمرقة بضم النون والراء وكسرهما لغتان أشهرهما الأولى وهي وسادة صغيرة قالت:
*نحن بنات طارق
... نمشي على النمارق*
﴿مصفوفة﴾ أي: واحدة على جنب واحدة أخرى قال الشاعر:
*كهولاً وشباناً حساناً وجوههم | لهم سرر مصفوفة ونمارق* |
(١٣/٤٤٢)
ولما ذكر تعالى أمر الدارين تعجب الكفار من ذلك فكذبوه وأنكروه فذكرهم الله تعالى صنعه وقدرته بقوله تعالى:
﴿أفلا ينظرون﴾، أي: المنكرون لقدرته سبحانه وتعالى على الجنة، وما ذكر فيها، والنار وما ذكر فيها، أي: نظر اعتبار. ﴿إلى الإبل﴾ ونبه على أنه عجيب خلقها مما ينبغي أن تتوفر الدعاوي على الاستفهام والسؤال عنه بأداة الاستفهام، فقال تعالى: