والجمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا يورثون النساء والصبيان ويأكلون انصباءهم ويأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك، فيلمون في الأكل بين حلاله وحرامه ويجوز أن يذمّ الوارث الذي ظفر بالمال مهلاً مهلاً من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه ويأكله أكلاً واسعاً جامعاً بين ألوان المشتهيات من الأطعمة والأشربة والفواكه كما يفعل البطالون.
ولما دل على حب الدنيا بأمر خارجي دل عليه في الإنسان فقال تعالى:
﴿ويحبون﴾، أي: على سبيل الاستمرار ﴿المال﴾، أي: هذا النوع من، أي: شيء كان وأكد بالمصدر والوصف فقال تعالى ﴿حباً جماً﴾، أي: كثيراً شديداً مع الحرص والشره ومنع الحقوق. وقوله تعالى:
﴿كلا﴾ ردع لهم عن ذلك وإنكار لفعلهم. ثم أخبر تعالى عن تلهفهم على ما سلف منهم حين لا ينفعهم فقال عز من قائل: ﴿إذا دكت الأرض﴾، أي: حصل دكها ورجها وزلزلتها لتسويتها فتكون كالأديم الممدود بشدّة المط لا عوج فيها بوجه ﴿دكاً دكاً﴾، أي: مرّة بعد مرّة، وكسر كل شيء على ظهرها من جبل وبناء وشجر فلم يبق على ظهرها شيء وينعدم.
﴿وجاء ربك﴾ قال الحسن: أمره وقضاؤه ﴿والملك﴾، أي: الملائكة. وقوله تعالى: ﴿صفاً صفاً﴾ حال، أي: مصطفين، أي: ذوي صفوف كثيرة فتنزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفاً بعد صف محدقين بالجن والإنس.﴿{
(١٣/٤٥٨)
{وجيء﴾
، أي: بأسهل أمر ﴿يومئذ﴾، أي: إذ وقع ما ذكر ﴿بجهنم﴾، أي: النار التي تتجهم من يصلاها كقوله تعالى: ﴿وبرزت الجحيم﴾ (النازعات: ٣٦)


الصفحة التالية
Icon