﴿فيومئذ﴾، أي: يوم يقول الإنسان ذلك وقرأ ﴿لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد﴾ الكسائي بفتح الذال والثاء على البناء للمفعول، والباقون بكسرهما على البناء للفاعل فأمّا قراءة الكسائي فضمير عذابه ووثاقه للكافر، والمعنى: لا يعذب أحد مثل تعذيبه ولا يوثق مثل إيثاقه، وأما على قراءة الباقين فالضمير فيهما لله تعالى إلى غيره، أو الزبانية المتولين العذاب بأمر الله تعالى.
ولما وصف الله تعالى حال من اطمأن إلى الدنيا وصف حال من اطمأن إلى معرفته وعبوديته وسلم أمره إليه فقال تعالى:
﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ قال الحسن، أي: المؤمنة الموقنة. وقال مجاهد: الراضية بقضاء الله تعالى. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بثواب الله تعالى. وقال ابن كيسان: المخلصة. وقال ابن زيد: التي بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع، ويقال لها: عند الموت.
﴿ارجعي إلى ربك﴾، أي: إلى أمره وإرادته وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: على صاحبك وجسدك. وقال الحسن: إلى ثواب ربك. ﴿راضية﴾، أي: بما أوتيته ﴿مرضية﴾، أي: عند الله تعالى بعملك، أي: جامعة بين الوصفين لأنه لا يلزم من أحدهما الآخر، وهما حالان. قال القفال: هذا وإن كان أمراً في الظاهرة فهو خبر في المعنى، والتقدير: أنّ النفس إذا كانت مطمئنة رجعت إلى الله تعالى في القيامة بسبب هذا الأمر.
﴿فادخلي في﴾، أي: في جملة ﴿عبادي﴾، أي: الصالحين والوافدين عليّ الذين هم أهل الإضافة إليّ، أو في أجساد عبادي التي خرجت في الدنيا منها.
(١٣/٤٦٠)


الصفحة التالية
Icon