وقوله تعالى: ﴿إلا ابتغاء﴾ استثناء منقطع، أي: لم يفعل ذلك مجازاة لأحد بيد كانت له عنده لكن فعله ابتغاء ﴿وجه ربه﴾، أي: المحسن إليه ﴿الأعلى﴾ وطلب رضاه. ويجوز أن يكون متصلاً عن محذوف مثل ﴿لا يؤتى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى﴾ لا لمكافأة نعمة ﴿ولسوف يرضى﴾، أي: بما يعطى من الثواب في الجنة. وروي عن عليّ قال: قال رسول الله ﷺ «رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلالاً» والآية تشمل من فعل مثل فعله فيبعد عن النار ويثاب. وقرأ حمزة والكسائيّ يغشى، تجلى، والأنثى، لشتى، من أعطى، وأتقى، وصدّق بالحسنى واستغنى بالحسنى، تردّى، للهدى، والأولى، تلظى، الأشقى، وتولى، الأتقى، يتزكى، تجزى، الأعلى، يرضى بالإمالة محضة في جميع ذلك، وأمال ورش جميع ذلك بين بين والفتح عنه قليل، وله في من أعطى الفتح وبين اللفظين سواء، وأمال أبو عمرو بين بين إلا من أعطى لأنه ليس برأس آية، والباقون بالفتح، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي لليسرى للعسرى بالإمالة محضة، وورش بين اللفظين والباقون بالفتح، وأمال حمزة والكسائي يصلاها محضة ولورش الفتح وبين اللفظين وإذا فتح اللام وإذا أمال رققها، وأمّا الأشقى والأتقى فلا يمالان إلا في الوقف دون الوصل. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري: أنّ النبيّ ﷺ قال: «من قرأ سورة والليل أعطاه الله تعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر» حديث موضوع.
سورة الضحى مكية
وهي إحدى عشرة آية وأربعون كلمة ومائة وسبعون حرفاً
ولما نزلت كبر النبيّ ﷺ فسنّ التكبير آخرها وروى الأمر به خاتمتها وخاتمة كل سورة بعدها وهو الله أكبر أو لا إله إلا الله والله أكبر.
﴿بسم الله﴾ الملك ذي الجلال والإكرام ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ بنعمته الخاص والعام ﴿الرحيم﴾ الذي خص أهل ودّه بإتمام الإنعام.
(١٣/٤٨٦)


الصفحة التالية
Icon