وإنما وصفت الناصية بالكاذبة لأنه كان يكذب على الله تعالى في أنه لم يرسل محمداً ﷺ وعلى رسوله في أنه ساحر وليس بنبي ووصفت بأنها خاطئة لأنّ صاحبها تمرّد على الله تعالى كما قال تعالى: ﴿لا يأكله إلا الخاطئون﴾ (الحاقة: ٣٧)
فهما في الحقيقة لصاحبها وفيه من الحسن والجزالة ما ليس في قولك ناصية كاذب خاطىء.
وروي أنّ أبا جهل مرّ برسول الله ﷺ وهو يصلي فقال: ألم أنهك فأغلظ عليه رسول الله ﷺ فقال: أتنهرني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً، فوالله لأملأنّ عليك هذا الوادي إن شئت خيلاً جرداً ورجالاً مرداً فأنزل الله تعالى:
﴿فليدع﴾ أي: دعاء استغاثة ﴿ناديه﴾ أي: أهل ناديه ليعينوه فهو على حذف مضاف، لأنّ النادي هو المجلس الذي ينتدى فيه القوم قال تعالى: ﴿وتأتون في ناديكم المنكر﴾ (العنكبوت: ٢٩)
أي: يتحدّثون فيه أو على التجوّز لأنه مشتمل على الناس كقوله تعالى: ﴿واسأل القرية﴾ (يوسف: ٨٢)
ولا يسمى المكان نادياً حتى يكون فيه أهله، والمعنى فليدع عشيرته فلينتصر بهم.
(١٤/١٨)


الصفحة التالية
Icon