*يا رب لا أرجو سواكا... يا ربّ فامنع منهم حماكا*
*إنّ عدوّ البيت من عاداكا... أمنعهم أن يخربوا قراكا*
وقال أيضاً:
*لا هم إن المرء يمنع... رحله فامنع حلالك*
*لا يغلبن صليبهم... ومحالهم عدوا محالك*
*جروا جموع بلادهم
... والفيل كي يسبوا عيالك*
*عمدوا حماك بكيدهم... جهلاً وما رقبوا جلالك*
*إن كنت تاركهم وكع... بتنا فأمر ما بدا لك*
ثم ترك عبد المطلب الحلقة وتوجه في بعض تلك الوجوه مع قومه فأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول وهيأ جيشه وهيأ فيله، فأقبل نفيل إلى الفيل الأعظم ثم أخذ بأذنه وقال: أبرك محمود وارجع راشداً من حيث جئت، فإنك في بلد الله الحرام فبرك الفيل فبعثوه فأبى، فضربوه بالمعول في رأسه فأبى فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام مهرولاً، فوجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك فضربوه إلى الحرم فبرك وأبى أن يقوم وخرج عبد المطلب يشتدّ حتى صعد الجبل فأرسل الله تعالى عليهم ما قصه في قوله سبحانه:
﴿ألم يجعل﴾ أي: جعل بما له من الإحسان إلى العرب لا سيما قريش ﴿كيدهم﴾ أي: في هدم الكعبة ﴿في تضليل﴾ أي: خسارة وهلاك.
﴿وأرسل عليهم﴾ أي: خاصة من بين ما هناك من كفار العرب ﴿طيراً﴾ أي: طيوراً سوداء، وقيل: خضراء وقيل: بيضاء ﴿أبابيل﴾ أي: جماعات بكثرة متفرّقة يتبع بعضها بعضاً من نواحي شتى فوجاً فوجاً وزمرة زمرة أما كل فرقة منها طائر يقودها أحمر المنقار أسود الرأس طويل العنق. وقيل: أبابيل كالإبل المؤبلة. قال الفراء: لا واحد لها من لفظها، وقيل: واحدها إبالة. وقال الكسائي: كنت أسمع النحويين يقولون: واحدها أبول كعجول وعجاجيل. وقال ابن عباس: كانت طيراً لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب. وقال عكرمة لها رؤوس كرؤوس السباع. وقال سعيد بن جبير: خضر لها مناقير صفر وقال قتادة: طير سود.
(١٤/٧٢)