وقوله تعالى: ﴿إنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿أعطيناك﴾ أي: خوّلناك مع التمكين العظيم يا أشرف الخلق ﴿الكوثر﴾ أي: نهراً في الجنة هو حوضه ﷺ ترد عليه أمّته، لما روي عن أنس أنه قال: «بينما رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسماً فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزل عليّ آنفاً سورة فقرأ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر﴾ إلى آخرها، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم؟ قال: فإنه نهر وعدنيه ربي خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمّتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك». وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ «الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج». وعن أنس قال: قال رسول الله ﷺ «دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري بياضه بياض اللبن، وأحلى من العسل، وحافتاه خيام الدر، فضربت بيدي فإذا الثرى مسك أذفر،. فقلت لجبريل: ما هذا؟ قال: الكوثر أعطاكه الله تعالى». وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء من شرب منها لا يظمأ أبداً».
(١٤/٨٦)