روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال: «يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأمّا تكذيبه إياي يقول: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوّل الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفؤاً أحد». وقرأ حمزة بسكون الفاء والباقون بضمها، وقرأ حفص كفواً بالواو وقفاً ووصلاً، وإذا وقف حمزة وقف بالواو.
وروي في فضائل هذه السورة أحاديث كثيرة منها ما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري «أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ ﴿قل هو الله أحد﴾ يردّدها فلما أصبح أتى رسول الله ﷺ فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقللها فقال له رسول الله ﷺ «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
فإن قيل: لم كانت تعدل ثلث القرآن؟
أجيب: بأن القرآن أنزل أثلاثاً ثلث أحكام، وثلث وعد ووعيد، وثلث أسماء وصفات فجمعت هذه السورة أحد الأثلاث، وهو الأسماء والصفات. وقيل: إنها تعدل القرآن كله مع قصر متنها وتقارب طرفيها، وما ذاك إلا لاحتوائها على صفات الله تعالى وعدله وتوحيده، وكفى بذلك دليلاً لمن اعترف بفضلها.
ومنها ما روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي ﷺ بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ في صلاتهم فيختم ب﴿قل هو الله أحد﴾ فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله ﷺ فقال: سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال ﷺ أخبروه أن الله تعالى يحبه».
ومنها ما رواه الترمذي عن أنس بن مالك «أن رسول الله ﷺ سمع رجلاً يقرأ ﴿قل هو الله أحد﴾ فقال ﷺ وجبت قلت: ما وجبت؟ قال: الجنة».
(١٤/١١٧)


الصفحة التالية
Icon