﴿يجعلون﴾ أي: أصحاب الصيب ﴿أصابعهم﴾ أي: أناملها وإنما أطلق الأصابع موضع الأنامل للمبالغة لما في ذلك من الإشعار بدخول أصابعهم فوق المعتاد فراراً من شدّة الصوت ﴿في آذانهم﴾ وقوله: ﴿من الصواعق﴾ متعلق بيجعلون أي: من أجلها يجعلون وهو جمع صاعقة وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه ويقال لكل عذاب مهلك: صاعقة وقيل: الصاعقة قطعة عذاب ينزلها الله تعالى على من يشاء. روي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله تعالى عنهم: أن رسول الله ﷺ كان إذا سمع الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك. وأمال الدوريّ عن الكسائي الألف التي بعد الذال في آذانهم إمالة محضة، والباقون بالفتح. وقوله تعالى: ﴿حذر الموت﴾ نصب على العلة كقول الشاعر:
وأغفر (أي:

أستر) عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئم تكرما*
(١/٦١)


الصفحة التالية
Icon