﴿واللاتي يأتين الفاحشة﴾ أي: الزنا ﴿من نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم﴾ أي: من رجال المسلمين، وهذا خطاب للحكام أي: فاطلبوا عليهنّ أربعة من الشهود، وفيه بيان أنّ الزنا لا يثبت إلا بأربعة من الشهود ﴿فإن شهدوا﴾ عليهنّ بها ﴿فأمسكوهنّ﴾ أي: احبسوهنّ ﴿في البيوت﴾ واجعلوها سجناً لهنّ وامنعوهنّ عن مخالطة الناس، وقرأ ورش وأبو عمرو وحفص بضمّ الباء والباقون بكسرها ﴿حتى يتوفاهنّ الموت﴾ أي: ملائكته ﴿أو﴾ إلى أن ﴿يجعل الله لهنّ سبيلاً﴾ أي: طريقاً إلى الخروج منها أمروا بذلك أوّل الإسلام، ثم جعل لهنّ سبيلاً بجلد البكر مئة وتغريبها عاماً ورجم المحصنة، وفي الحديث، لما بين الحدّ قال: «خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهنّ سبيلاً». رواه مسلم ﴿واللذان﴾ أي: الزاني والزانية، وقرأ ابن كثير بتشديد النون والباقون بالتخفيف ﴿يأتيانها﴾ أي: فاحشة الزنا ﴿منكم﴾ أي: الرجال ﴿فآذوهما﴾ بالسب والضرب بالنعال ﴿فإن تابا﴾ أي: منها ﴿وأصلحا﴾ أي: العمل ﴿فأعرضوا عنهما﴾ ولا تؤذوهما ﴿إنّ الله كان توّاباً﴾ على من تاب ﴿رحيماً﴾ به، وهو علة الأمر بالإعراض وترك المذمة وهذا منسوخ بالحدّ.
(٢/١٩٥)