﴿إذ همّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم﴾ ليفتكوا بكم يقال: بسط إليه لسانه إذا شتمه وبسط إليه يده إذا بطش به قال تعالى: ﴿ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء﴾ (الممتحنة، ٢) ومعنى بسط اليد مدّها إلى المبطوش به، ألا ترى إلى قولهم: فلان بسيط الباع ومديد الباع بمعنى ﴿فكف أيديهم عنكم﴾ أي: منعها أن تمد إليكم ورد مضرتها عنكم ﴿واتقوا الله﴾ في جميع أموركم ﴿وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ فإنه الكافي لإيصال الخير ودفع الشر.
﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل﴾ أي: العهد الموثق بما أخذ عليكم من السمع والطاعة ﴿وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً﴾ أي: شاهداً على كل سبط نقيب يكفلهم بالوفاء بما عليهم الوفاء به كما بعثنا منكم ليلة العقبة اثني عشر نقيباً وأخذنا منكم الميثاق على ما به كمال الإسلام والنقيب الذي ينقب عن أحوال القوم كما قيل له: عريف لأنه يتعرّفها ومن ذلك المناقب وهي الفضائل لأنها لا تظهر إلا بالتنقيب عنها.
(١٥/٢٨)


الصفحة التالية
Icon