﴿فلولا﴾ أي: فهلا ﴿إذ جاءهم بأسنا﴾ أي: عذابنا ﴿تضرعوا﴾ أي: لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضى له ﴿ولكن قست قلوبهم﴾ فلم تلن للإيمان ﴿وزين لهم الشيطان﴾ أي: بما أدخل عليهم من باب الشهوات ﴿ما كانوا يعملون﴾ من المعاصي فأصروا عليها.
(١٥/١٧٧)
﴿فلما نسوا﴾ أي: تركوا ﴿ما ذكروا﴾ أي: وعظوا وخوّفوا ﴿به﴾ وإنما كان النسيان بمعنى الترك لأنّ التارك للشيء معرضاً عنه كأنه قد صيره بمنزلة ما قد نسي ﴿فتحنا عليهم أبواب كل شيء﴾ أي: من الخيرات والأرزاق والملاذ التي كانت مغلقة عنهم فنقلناهم من الشدّة إلى الرخاء استدراجاً لهم، وقرأ ابن عامر بتشديد التاء والباقون بالتخفيف ﴿حتى إذا فرحوا بما أوتوا﴾ أي: فرح بطر ﴿أخذناهم﴾ بالعذاب ﴿بغتة﴾ أي: فجأة ﴿فإذا هم مبلسون﴾ أي: متحسرون آيسون من كل خير.
(١٥/١٧٨)
أي: آخرهم بأن استؤصلوا ﴿والحمد رب العالمين﴾ أي: على نصر الرسل وإهلاك الكافرين والعصاة فإنّ إهلاكهم من حيث إنه تخليص لأهل الأرض من شؤم عقائدهم وأعمالهم نعمة جليلة يحق أن يحمد عليها.
(١٥/١٧٩)