﴿قل﴾ يا محمد لهؤلاء المشركين ﴿إني نهيت أن أعبد الذين تدعون﴾ أي: تعبدون ﴿من دون الله﴾ وهي الأصنام التي يعبدونها أو ما تدعونها آلهة أي: تسمونها لأنّ الجمادات أخس من أن تدعى وقوله تعالى: ﴿قل لا أتبع أهواءكم﴾ تأكيد لقطع أطماعهم وبيان لمبدأ ضلالهم وأنّ ما هم عليه هوى وليس بهدى ﴿قد ضللت إذاً﴾ أي: إن اتبعت أهواءكم فأنا ضال ﴿وما أنا من المهتدين﴾ أي: وما أنا من المهديين في شيء أي: لأنكم كذلك.
﴿قل إني على بينة﴾ أي: بيان ﴿من ربي﴾ أي: معرفة وإنه لا معبود سواه ﴿و﴾ قد ﴿كذبتم به﴾ أي: بربي حيث أشركتم به غيره ﴿ما عندي ما تستعجلون به﴾ أي: العذاب الذي استعجلوه بقولهم: فأمطر علينا حجارة من السماء ﴿إن﴾ أي: ما ﴿الحكم﴾ في ذلك وغيره ﴿إلا الله﴾ فهو يفصل بين المختلفين ويقضي بإنزال العذاب متى شاء ﴿يقص الحق﴾ قرأ نافع وابن كثير وعاصم بضم القاف وصاد مهملة مشدّدة مع الرفع ومعناه: يقول الحق، لأن كل ما أخبر به فهو حق، والباقون بسكون القاف وضاد معجمة مخففة مع الكسر أي: إنه تعالى يقضي القضاء الحق ﴿وهو خير الفاصلين﴾ أي: الحاكمين ﴿قل﴾ لهم ﴿لو أنّ عندي﴾ أي: في قدرتي ومكنتي ﴿ما تستعجلون به﴾ أي: من العذاب ﴿لقضي الأمر بيني وبينكم﴾ أي: لانفصل ما بيني وبينكم بأن أهلككم عاجلاً بما تستعجلون به من العذاب غضباً لربي ولكنه عند الله تعالى ﴿وا أعلم بالظالمين﴾ أي: ما تستحقونه من العذاب والوقت الذي يستحقون فيه.
(١٥/١٨٩)


الصفحة التالية
Icon