فإن قلت كيف ابتدىء قوله
! ٢ < الله يستهزئ بهم > ٢ !
ولم يعطف على الكلام قبله
قلت هو استئناف في غاية الجزالة والفخامة
وفيه ان الله عز وجل هو الذي يستهزىء بهم الاستهزاء الأبلغ الذي ليس استهزاؤهم اليه باستهزاء ولا يؤبة له في مقابلته لما ينزل بهم من النكال ويحل بهم من الهوان والذل
وفيه ان الله هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين ولا يحوج المؤمنين ان يعارضوهم باستهزاء مثله
فإن قلت فهلا قيل الله مستهزىء بهم ليكون طبقا لقوله
^ إنما نحن مستهزءون ^ قلت لأن
! ٢ < يستهزئ > ٢ !
يفيد حدوث الاستهزاء وتجدده وقتا بعد وقت وهكذا كانت نكايات الله فيهم وبلاياه النازلة بهم
! ٢ < أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين > ٢ ! التوبة ١٢٦ وما كانوا يخلون في أكثر أوقاتهم من تهتك أستار وتكشف أسرار ونزول في شأنهم وإستشعار حذر من أن ينزل فيهم
^ يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون ^ التوبة ٦٤
! ٢ < ويمدهم في طغيانهم > ٢ !
من مد الجيش وأمده اذا زاده وألحق به ما يقويه ويكثره وكذلك مد الداوة وامدها زادها ما يصلحها
ومددت السرج والأرض اذا استصلحتهما بالزيت والسماد
ومده الشيطان في الغي وامده اذا واصله بالوساوس حتى يتلاحق غيه ويزداد انهماكا فيه
فإن قلت لم زعمت انه من المدد دون المد في العمر والإملاء والإمهال قلت كفاك دليلا على انه من المدد دون المد قراءة ابن كثير وابن محيصن ( ويمدهم ) وقراءة نافع
! ٢ < وإخوانهم يمدونهم > ٢ ! الأعراف ٢٠٢ على ان الذي بمعنى امهله انما هو مد له مع اللام كأملى له
فإن قلت فكيف جاز ان يوليهم الله مددا في الطغيان وهو فعل الشياطين ألا ترى إلى

__________


الصفحة التالية
Icon