ويعضد الوجه الأول قراءة محمد بن السميفع من الثمرة على التوحيد
! ٢ < لكم > ٢ !
صفة جارية على الرزق إن أريد به العين وإن جعل إسما للمعنى فهو مفعول به كأنه قيل رزقا اياكم
فإن قلت بم تعلق
! ٢ < فلا تجعلوا > ٢ !
قلت فيه ثلاثة اوجه ان يتعلق بالأمر اي اعبدوا ربكم فلا تجعلوا له
! ٢ < أندادا > ٢ !
لآن أصل العبادة وأساسها التوحيد وأن لا تجعل لله ند ولا شريك
او بلعل على ان ينتصب تجعلوا انتصاب فاطلع في قوله عز وجل
^ لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إلاه موسى ^ غافر ٣٦ - ٣٧ في رواية حفص عن عاصم اي خلقكم لكي تتقوا وتخافوا عقابه فلا تشبهوه بخلقه او بالذي جعل لكم اذا رفعته على الابتداء أي هو الذي خصكم بهذه الآيات العظيمة والدلائل النيرة الشاهدة بالوحدانية فلا تتخذوا له شركاء والند المثل ولا يقال الا للمثل المخالف المناوىء
قال جرير
( أتيما يجعلون الي ندا % وما تيم لذي حسب نديدا )
وناددت الرجل خالفته ونافرته من ند ندودا اذا نفر ومعنى قولهم ليس لله ند ولا ضد نفى ما يسده مسده ونفى ما ينافيه
فإن قلت كانوا يسمون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظم به من القرب وما كانوا يزعمون انها تخالف الله وتناويه
قلت لما تقربوا اليها وعظموها وسموها آلهة أشبهت حالهم حال من يعتقد انها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادته فقيل لهم ذلك على سبيل التهكم
كما تهكم بهم بلفظ الند شنع عليهم واستفظع شأنهم بأن جعلوا أندادا كثيرة لمن لا يصح ان يكون له ند قط
وفي ذلك قال زيد بن عمرو ابن نفيل حين فارق دين قومه
( أربا واحدا ام ألف رب % أدين اذا تقسمت الأمور )
وقرأ محمد بن السميفع فلا تجعلوا لله ندا
فإن قلت ما معنى
! ٢ < وأنتم تعلمون > ٢ !
قلت معناه وحالكم وصفتكم انكم من صحة تمييزكم بين الصحيح والفاسد والمعرفة بدقائق الأمور وعوامض الأحوال والإصابة في التدابير والدهاء والفطنة بمنزل لا تدفعون عنه
وهكذا كانت العرب خصوصا ساكنو الحرم من قريش وكنانة لا يصطلي بنارهم في استحكام المعرفة بالأمور وحسن الإحاطة بها ومفعول
! ٢ < تعلمون > ٢ !
متروك كأنه قيل وأنتم من اهل العلم والمعرفة والتوبيخ فيه آكد أي انتم العرافون المميزون
ثم إن ما انتم عليه في امر ديانتكم من جعل الأصنام لله اندادا هو

__________


الصفحة التالية
Icon