جميع الجنس وان يراد به بعضه لا الى الواحد منه لأن وزانه في تناول الجمعية في الجنس وزان المفرد في تناول الجنسية والجمعية في جمل الجنس لا في وحدانه
فإن قلت فما المراد بهذا المجموع مع اللام قلت الجملة من الأعمال الصحيحة المستقيمة في الدين على حسب حال المؤمن في مواجب التكليف
والجنة البستان من النخل والشجر المتكاثف المظلل بالتفاف أغصانه
قال زهير
( تسقي جنة سحقا % )
أي نخلا طوالا
والتركيب دائر على معنى الستر وكأنها لتكاثفها وتظليلها سميت بالجنة التي هي المرة من مصدر جنه اذا ستره كانها سترة واحدة لفرط التفافها
وسميت دار الثواب جنة لما فيها من الجنان
فإن قلت الجنة مخلوقة أم لا قلت قد اختلف في ذلك والذي يقول إنها مخلوقة يستدل بسكنى آدم وحواء الجنة وبمجيئها في القرآن على نهج الأسماء الغالبة اللاحقة بالأعلام كالنبي والرسول والكتاب ونحوها
فإن قلت ما معنى جمع الجنة وتنكيرها قلت الجنة اسم لدار الثواب كلها وهي مشتملة على جنان كثيرة مرتبة مراتب على حسب استحقاقات العاملين لكل طبقة منهم جنات من تلك الجنان فإن قلت أما يشترط في استحقاق الثواب بالأيمان والعمل الصالح ان لا يحبطهما المكلف بالكفر والإقدام على الكبائر وان لا يندم على ما اوجده من فعل الطاعة وترك المعصية فهلا شرط ذلك قلت لما جعل الثواب مستحقا بالإيمان والعمل الصالح والبشارة مختصة بمن يتولاهما وركز في العقول ان الإحسان إنما يستحق فاعله عليه المثوبة والثناء اذا لم يتعقبه بما يفسده ويذهب بحسنه وانه لا يبقى مع وجود مفسده إحسانا واعلم بقوله تعالى لنبيه ﷺ وهو اكرم الناس عليه وأعزهم
! ٢ < لئن أشركت ليحبطن عملك > ٢ ! الزمر ٦٥ وقال تعالى للمؤمنين
! ٢ < ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم > ٢ ! الحجرات ٢ كان اشتراط حفظهما من الإحباط والندم كالداخل تحت الذكر
فإن قلت كيف صورة جري الأنهار من تحتها قلت كما ترى الأشجار النابتة على شواطىء الأنهار الجارية
وعن مسروق أن أنهار الجنة تجري في غير اخدود
وانزه البساتين واكرمها منظرا ما كانت أشجاره مظللة والأنهار في خلالها مطردة
ولولا ان الماء الجاري من النعمة العظمى واللذة