وعهد خص به العلماء وهو قوله
^ وإذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا يكتمونه ^ آل عمران والضمير في ميثاقه للعهد وهو ما وثقوا به عهد الله من قبوله وإلزامه أنفسهم
ويجوز أن يكون بمعنى توثقته كما أن الميعاد والميلاد بمعنى الوعد والولادة
ويجوز أن يرجع الضمير الى الله تعالى أي من بعد توثقته عليهم او من بعد ما وثق به عهده من آياته وكتبه وإنذار رسله
ومعنى قطعهم ما أمر الله به أن يوصل قطعهم الأرحام وموالاة المؤمنين وقيل قطعهم ما بين الأنبياء من الوصلة والاتحاد والاجتماع على الحق في إيمانهم ببعض وكفرهم ببعض فإن قلت ما الأمر قلت طلب الفعل ممن هو دونك وبعثه عليه
وبه سمي الأمر الذي هو واحد الأمور لأن الداعي الذي يدعو اليه من يتولاه شبه بآمر يأمره به فقيل له أمر تسمية للمفعول به بالمصدر كأنه مامور به كما قيل له شأن والشأن الطلب والقصد
يقال شانت شأنه أي قصدت قصده
! ٢ < هم الخاسرون > ٢ !
لأنهم استبدلوا النقض بالوفاء والقطع بالوصل والفساد بالصلاح وعقابها بثوابها
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون هو الذى خلق لكم ما فى الارض جميعا ثم استوى إلى السمآء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شىء عليم - ٢٩
< < البقرة :( ٢٨ ) كيف تكفرون بالله..... > > معنى الهمزة التي في
! ٢ < كيف > ٢ !
مثله في قولك أتكفرون بالله ومعكم ما يصرف عن الكفر ويدعو الى الإيمان وهو الإنكار والتعجب
ونظيره قولك أتطير بغير جناح وكيف تطير بغير جناح فإن قلت قولك أتطير بغير جناح إنكار للطيران لأنه مستحيل بغير جناح واما الكفر فغير مستحيل مع ما ذكر من الإماتة والإحياء
قلت قد اخرج في صورة المستحيل لما قوى من الصارف عن الكفر والداعي الى الإيمان
فإن قلت فقد تبين امر الهمزة وانها لإنكار الفعل والإيذان باستحالته في نفسه او لقوة الصارف عنه فما تقول في
! ٢ < كيف > ٢ !
حيث كان إنكارا للحال التي يقع عليها كفرهم قلت حال الشيء تابعة لذاته فإذا إمتنع ثبوت الذات تبعه إمتناع ثبوت الحال فكان إنكار حال الكفار لأنها تبيع ذات الكفر ورديفها إنكارا لذات الكفر وثباتها على طريق الكناية وذلك أقوى لإنكار الكفر وأبلغ
وتحريره انه إذا أنكر أن يكون لكفرهم حال يوجد عليها
وقد علم ان كل موجود لا ينفك عن حال وصفة عند وجوده ومحال ان يوجد بغير صفة من الصفات كان إنكارا لوجوده على الطريق البرهاني
والواو في قوله
! ٢ < وكنتم أمواتا > ٢ !
للحال فإن قلت فكيف صح ان يكون حالا

__________


الصفحة التالية
Icon